ربما يبدو الطفل غوردن تان الذي لم يتجاوز السنتين من عمره مجرد طفل عادي حين تراه يتصرف بعفوية وبراءة مثل أي طفل آخر. ولكنك لن تتردد على إطلاق لقب "إينشتاين الصغير" عليه حين ترى إمكانياته الأخرى.
فهو على الرغم من صغر سنه إلا أنه يدير الكثير من الأمور في مطعم يمتلكه والداه في مدينة نيو ايبيريا بولاية لويزيانا الأمريكية. فهذا الصغير أدهش الجميع قبل أشهر عندما تسلق الكرسي المرتفع وجلس بهدوء أمام الصندوق ثم قام بإنهاء حسابات زبائن المطعم. في البداية كان الجميع يعتقد أنها مجرد مزحة لإدخال البهجة على قلوب الزوار، لكنهم سرعان ما أدركوا أن الصغير يستقبل بالفعل فواتير الزبائن وأموالهم ويعيد لهم الباقي من حسابهم بل إنه يتقن التعامل مع جهاز بطاقات الائتمان أيضاً. ولا مكان للمزاح عند غوردون فهو جاد جداً فيما يتعلق بحسابات عائلته.
تيفاني لي والدة الطفل غوردون قالت بفخر "فوجئت في البداية وأصبت بصدمة، لم أتوقع أن طفلي الصغير قادر على القيام بمثل هذه الأمور". ووضحت أنها وبسبب ظروف عملها في المطعم مع زوجها جيسن تان فقد كانت تبقي بالصغير يتحرك في المطعم كيفما شاء وربما ساهم هذا في تعليمه طريقة سير العمل في المطعم.
وقالت الأم "قمت قبل أشهر بتعليمه الحروف الابجدية ويبدو أنه حفظها عن ظهر قلب بعد درس واحد فقط. كما تعلم العد والحساب مبكراً أيضاً وأتقنه جداً. وتوضح الأم أنها بالفعل أصيبت بصدمة كبيرة حين رأته يتعامل مع حسابات الزبائن بحرفية وكأنه خبير في المحاسبة.
والطفل غوردن قادر على التفريق بين فئات العملات المختلفة ويستطيع التعامل معها بيسر، والأغرب من ذلك هو قدرته على التعامل مع أجهزة البطاقات الإلكترونية. وربما مراقبته لوالديه وهما يتعاملان مع تلك الأجهزة علمته الخطوات الصحيحة. وتضيف والدته "بدا وكأنه يعرف كيف يضع البطاقة في الجهاز بشكل صحيح كما أنه يعرف نوعها ويستطيع متابعة كل بياناتها".
واستطردت بقولها "فاجأ الجميع حين أدخل الأرقام الأربعة الأخيرة من البطاقات تمهيداً لصرف المبلغ المطلوب منها، وحين تدخلت لمساعدته قال لي إنه قادر على القيام بكل شيء وحده". وموهبة غوردن المهنية تتجاوز كونه محاسباً فذاً فقط. فهو يساعد الزوار الجدد على ايجاد أماكن لهم في المطعم ويحدد طلباتهم، ثم يراقب البوفيه المفتوح ويحذر العاملين بالمطعم إذا نقصت إحدى اصناف الطعام.
ويحرص الطفل الصغير الذي يتحدث الصينية والانجليزية على أن تسير الأمور بكشل ممتاز في المطعم، فتجده يطلب من العمال أن يتحركوا بسرعة لتنظيف الطاولات أو لتسليم الطلبات. ولا يروق له على الإطلاق مشاهدة أي شخص يعمل بكسل أو ببطء كما يتعامل مع الزبائن بشكل ممتاز. وأحياناً يداهم المطبخ صارخاً بالصينية "جهزوا المزيد من الحلوى".
ولم يخالط العبقري الصغير هذا أطفالاً بمثل عمره منذ ولادته، فظروف والديه حرمته من أشياء كثيرة ولكنها يبدو أنها منحته الكثير أيضاً. وحين يبتعد عن المطعم لأيام يصاب بالملل ويشتاق للعودة مجدداً. وتقول النادلة نيللي ديرون التي تعمل في نفس المطعم "هو طفل مدهش بالفعل، يتصرف كأي طفل في الثانية من عمره ثم يتغير الحال فجأة وتراه يشرف على أعمال المطعم. ويغضب كثيراً عندما يرانا نعمل ببطء".
والدهشة ليست محصورة على والدي غوردن والعمال الآخرين بالمطعم، فكل زبائن المطعم يصابون بالحيرة حين يرون أن من يقوم بخدمتهم والتعامل مع حساباتهم ليس سوى طفل في الثانية من عمره. ووجود هذا العبقري الصغير ساهم بشكل كبير في ارتفاع عدد عملاء المطعم، فالكثيرون يأتون لمشاعدته يعمل. وآخرون أحبوه كثيراً وباتوا يحرصون على جلب هدايا وألعاب له في كل مرة يزورون فيها المطعم.
والشعور الأكبر هو لدى والدي غوردن اللذين يشغلهما مستقبل الواطيهما الصغير كثيراً. فهما يعرفان أن طفلاً بهذا القدر من الذكاء قادر على صنع الكثير. وغالباً ما صرَّح الكلبهما بأنه يرغب أن يصبح طبيباً حين يكبر، لكنهما علقا قائلين "الطب حلم لكل الصغار، ربما يغير رأيه حين يكبر فهو مازال في الثانية من عمره