اتهم بعض النقاد الظروف و الحظ كعوامل أخرت بزوغ نجم محمد أبو تريكة لاعب الأهلي و منتخب مصر منذ عام 2004 حتى الأن ، و أرجوا سبب تأخره لإنعدام الرؤوية التكتيكية و النظرة الفنية الثاقبة للمديرين الفنيين المصريين ، فقد كان ابو تريكة يلعب للترسانة و هذا الفريق غالباً ما يصارع علي البقاء بالدرجة الأولي مما أهدر فرصة أبو تريكة للظهور بشكل مباشر حيث أنه علي الدوام بالقاع و من المعروف ان أكثر من يلقي اهتماماً هي اندية القمة الأربع سواء في مصر أو في أي مكان عربي أخر !
الحقيقة أن الخطأ و القصور ليس قادماً فقط من مكتشفي النجوم و مدربين الأندية المصرية ، بل العيب بالصحافة و الإعلام العربي ، الذي دائماً ما بصغروا من شأن أندية الدرجات الدنيى ، متناسين أن مهمة الإعلام خاصة الصحافة هي ايصال المعلومات و تسليط الضوء علي النجوم الصغار قبل الكبار ، فالصحافة هي صاحبة الفضل باكتشاف أي نجم و لكن بالمقابل ممكن أن تكون السبب في تل نجوميته أيضاً إذا لم تعيره اهتماماً ، كما للصحافة دور كبير بقتل النجوم الحقيقيين بتسليط الضوء علي حياتهم الخاصة كما حدث لإبراهيم سعيد نجم الزمالك و الأهلي السابق الذي يعتبره بعض المحللين الرياضين من أفضل لاعبي مصر بمركزه ، و لأن الإعلام المامك و المقروء سلط الضوء عليه أكثر من اللازم ، أدي لتذبذب مستواه و شعوره أنه فوق الجميع و للاسف شخصيته كانت تتقبل بسهولة أمر الغرور ، ففقد تركيزه و حنكته داخل الملعب و التي كانت تميزه سابقاً !!
الإعلام العربي للأسف لا يهتم إلا بالسوبر ستار و لو لاحظنا عندما تكتب صحفنا عن البطولات الأجنبية تسلط الضوء علي أصحاب القمة سواء بإسبانيا او إيطاليا او إنجلترا و حتي فرنسا التي تمتلئ أنديتها باللاعبين أصحاب أصول عربية مغربية و جزائرية لا يسلطون الأضواء علي أنديتهم في القاع او حتي في الوسط بل كل الاهتمام بليون البطل و مارسيليا !
تسألت ،، كيف تكتشف نجم ؟
هناك عامل مشترك بين الإعلام و المدير الفني ، فإذا وجد المدرب الفلاني الصحيفة الفلانية الشهيرة جداً تتحدث عن لاعب ما بدرجة سفلي او بناد من أندية الدرجة الأولي بالقاع ، ستلفت نظر المدرب ، مما سيرغمه علي متابعة اللاعب عن كثب و يري بأم عينه هل حديث الصحيفة الفلانية منطقي أم لا ؟
عندهاا سنكتشف العديد من النجوم و المواهب الفذة و لن و لم نهدر أموالنا علي محترفين دون المستوى المطلوب !!
لقد كان نجم نجوم ريال سرقسطة " دافيد فيا " هدافاً بارعاً ، تابعته بنظرة ثاقبة عندما كان بسرقسطة ، فقد أحرز بموسم 2003-2004 حوالي 17 هدف و بموسم 2004-2005 أحرز 15 هدف ، و كانت صحيفتي - ماركا و as- تتحدثا عن مهارات اللاعب الفنية و قدرته التهديفية العالية ، و ترصد أهدافه بالموقع الرسمي لهما علي الإنتر نت بصور و فيديوهات ، مما أدي للفت الأنظار له أكثر فإنتقل بموسم 2005 -2006 لنادي فالنسيا الأكثر شهرة بإسبانيا ، بل يعتبر المنافس الثالث علي لقب الليغا كل موسم لبرشلونة و ريال مدريد ، تألق ديفيد فيا مع فالنسيا 2005-2006 لينافس علي لقب هداف الليغا " البيتشيتشيه " مع ساموئيل إيتو لكن الأخير خطف منه لقب الهداف بفارق هدف وحيد عندما أحرز 26 هدف و فيا 25 ! ليلعب فيا كمهاجم أول للمنتخب الاسباني بجوار فيرناندو توريس لاعب أتلتكو مدريد و يخرج الكابتن الذهبي رؤول جونزاليس من التشكيل الاساسي للفريق بكأس العالم 2006 و إستطاع ديفيد فيا أحراز 3 أهداف منهم هدف بمرمي فرنسا من ضربة جزاء بخلاف صناعته لهدف لفرناندو توريس .
هل رأيتم .. الصحافة لها دور كبير للغاية !
الموقف نفسه تكرر مع أندرو جونسون لاعب كريستيال بالاس الإنجليزي ، الذي نافس تيري هنري الهداف التاريخي للأرسنال بموسم 2004 علي لقب هداف الدوري لكن هنري بمساعدة أصدقائه بيريز و فييرا و فابريجاس إستطاع أحراز 30 هدف و جونسون 21 هدف و أتذكر أنه حصل علي المركز الثاني بقائمة الهدافين و حصل أيضاً علي مركز شرفي ضمن قائمة أفضل لاعبي البريميرشيب ، لم يذهب جونسون لناد كبير بعد كل هذه الإنجازات الفردية ، و ظل مع كريستيال بالاس موسم بالدرجة الثانية حتي لفتت الصحافة الانجليزية النظر لجميع مدربي إنجلترا لهذه الموهبة الإنجليزية التهديفية الفذة ، و بالفعل انتقل موسم 2006 لإيفيرتون الليفربولي ليمارس هوايته المفضلة بالتهديف مع ( التوفيز ) و من ثم اللعب كأساسي بتصفيات كأس أمم أوروبا 2008 مع منتخب إنجلترا . و حتي كتابة هذه السطور جونسون أحرز بالدوري 8 أهداف دفعة واحدة و قاد فريقه للفوز علي ليفربول بلديربي و علي الأرسنال بالكلاسيكو .
هذا من ناحية اكتشاف النجم و قتله من قبيل الصحافة ، أما عن قتل نجم كبير له تاريخ طويل ، فكما أسلفت عن إبراهيم سعيد بلاضافة لخالد بيبو و حازم إمام و غيرهم من المصريين ، أما النجوم العالميين فهم كثيرون جداً ، علي رأسهم الفتى المدلل للمان يونايتد سابقاً ديفيد بيكهام الذي لا يهنأ برحلة إلا و أن يكون مصوري الباباراتزي أشهر مصوري فضائح و نوادر الصور للنجوم العالميين مرافقين له كظله ، لدرجة أنني ذات مرة وقعت بيدي صورة لروميو و بروكلين ولديه يلتف حولهم مصوري الباباراتزي و روميو قام بوضع يده علي عيناه لكي يمنع المصوريين من ألتقاط الصور بشكل صحيح ، و أعرب بيكهام عن امتعاضه عن ما يحدث لأسرته !
هذا من الناحية الأسرية له ، أما من الناحية الفنية فدائماً ما يعول عليه الصحفيين الأمال الإنجليزية للمنتخب فهذا أدي لضغط أعصابه فأثر علي أدائه داخل المستطيل ، الأمر نفسه طال روني و مايكل أوين ، فقد وصفهما الإعلام الإنجليزي - الأول ببيليه و الثاني بمارادونا - هذا لأنهم أحرزوا أهدافاً تشبه أهداف الأسطورتين العظيمتين ، لكن الحقيقة أن روني كشف عن حقيقته بمونديال 2006 و أوين بمونديال 2002 و يورو 2004 ، و ظهر الفارق الشاسع بين أسطورتي كرة القدم و فقاعتي أنجلترا - روني و أوين !!
لاعب بولونيا الإيطالي مراد مغني قيل عنه زيزو الجديد ، لعب ببولونيا موسمين رائعين كان يصنع الأهداف و يحرزها ، سلط الإعلام لايطالي الضوء عليه أكثر
من اللازم فضاع مراد مغني ، و غيره من النجوم خاصة ً الطليان علي رأسهم كاسانو الذي شبهوه بتوتي الجديد فأصابه مرض الغرور المزمن ، فظل يتشاجر مع مدربه اسبلاتيني بروما حتي رحل لريال مدريد و هناك تفنن بإهانة اباه الامكي فابيو كابيلو !!
الاعلام الواعي هو من يهتم بالنجم المغمور كي يلفت للاندية الكبيرة النظر له و يعطي كل زي حقاً حقه الشرعي ، و بنفس الوقت لا يعظمه و يعيطه أكثر من حقه الفني و المعنوي حتي لا تنقلب ضده و يؤدي لضياع موهبته و مبادئه الرياضية !
أرجوكم أتركوا السوبر ستار و تحدثوا بالحق عن الصغار !